Sunday, September 24, 2006

مغير الأحوال

مغير الأحوال

التقينا

ما عدت أذكر

أي يوم كان اللقاء

هل كان سبتا ؟

أم خميسا ؟

أم تراه كان يوماً ثلاثاء ؟

أذكر

أنه كان مغربا

وقد تغلغلت سمرة المساء

كنت واقفا و صديق

قرب مقهى

على الرصيف

ربما

أو كنا على مسار الطريق

كنت ضجرا

أشكو ضجري

كنت أعاني مللا وضيق

وكان ضيقي لا يبارحني

أياما

ظل رفيقا لي لصيق

وكان الصديق

ثائرا بدوره

يلعن الدنيا

يلعن الزوج والأبناء

يلعن القهر

يلعن العجز والأعباء

تؤرقه إن غفا

تلازمه حين يفيق

كنا نغوص في يم من شكاوى

ونهوي في قاعه العميق

كنا كمن أدمن الليالي

وما عاد يرجو صباحا

ولا عاد يرجو أن يفيق

حتى لفنا عطرُ عطرٍ

هزني عنيفا

طوقني

ليتني أعلم

من أي زهر كان

أو من أي رحيق

غسل ضيقي

غسل مللي الذي لازمني

وأبى أن يكون رحيما أو رفيق

ملت يسارا

درت خلفا

فإذا به قد هب يمناي

سرى بأنفاسي

وأبرأني

ومر من صدري

إلى كل زواياي

وكأني ما كنت أعاني

وكأني غدوت سواي

تذكرت الصديق

لم أجده

حتى لمحته بعيدا

سعيدا

تخطى الزحام

عبر الطريق

خفت أعباؤه

هدأت أنواؤه

راح يقتفي العطر

أنا راح

يشده سحر

يشده جمال

وبريق

ما عاد يأبه بالدنيا

ومن فيها

ولا بالذي يليق

أوليس يليق

هكذا في لحظة

تولد في النفس نفس

و يستبدل الله ما لم تطق

بالذي تحب وتعشق

وتطيق

الطيب

8 comments:

Anonymous said...

kalam gameel ........ kol sana we 2nta taeeb

Sarah ElTobgy said...

I taggd you :)

شجره الدر said...

يالله احسد جميع الشعراء لقدرتهم على التعبير بأقدر ماتكون الكلمات
احيييييييييييك

semsem said...

حلو وى من اجمل ما قرات

shreen said...

كالعاده
رائعه
وكالعاده
تلخص مشاعر كامله فى سطور قليله

انظر معى لروعتك فى التعبير


كنا كمن أدمن الليالي

وما عاد يرجو صباحا

ولا عاد يرجو أن يفيق

توضح حالة اليأس
انعدام الامل
وانعدام الرغبه فى الحياه

الرغبه فى الانعزال عن العالم ومقاطعته
بل وربما الرغبه بالموت
متمثله فى جملة


ولا عاد يرجو أن يفيق

كل هذه المعانى فى هذه الابيات القليله
وكما يقول الانجليز

انى ارفع قبعتى احتراما لك

ألطيبُ said...

شيرين
كالعادة صديقتي العزيزة غمرتني بكلمات اخجلتني والله انما استمتعت ايما متعة بأن احسست انك تجاوبت وتأملت ما كتبت
ليس الجميع يقرأون كما تفعلين وليتهم جميعا مثلك
الطيب

shreen said...

الف شكر ايها الطيب الطيب

انا الاخرى اشعر ان اعظم تقدير يناله كاتب ان يشعر بانه حرك مشاعر قراءه

وما يجعلنا انا وانت متميزون
اننا لا نقرأ كما يقرأ الاخرون

لذا عفوا طلب بسيط
لقد نشرت بوستا جديدا
ارجو ان اسمع رأيك به
عندما تجد الوقت المناسب

ليس ضغطا منى
ولا دعايه لمدونتى

بل رغبه منى فى سماع رايك

محض روح said...

جميل اوي
:)